الأحد، 24 أبريل 2011
Article: لوجيا #Saudi #SaudiGirlsUnite
(لوجيا) لاحقة لغوية تعني "علماً" أو "دراسة" أو "نظرية" باللغة اليونانية القديمة. وبدءا من القرن الثامن عشر أصبحت تلحق في أوروبا باسم الشيء المراد تفسيره أو دراسته أو تقديمه كعلم مستقل.. وبمرور الوقت ارتبطت بعلوم جديدة ومدارس حديثة فأصبح هناك مثلا سيكيولوجيا (علم النفس) وبيولوجيا (علم الأحياء) وجيولوجيا (علم الأرض) وتكنولوجيا (علم التقنية) وبارماكلوجيا (علم العقاقير) ...الخ
وطالما أن المسألة (لوجيا في لوجيا) يمكننا نحن أيضا ابتكار مصطلحات محلية تفسر علوماً ونظريات ودراسات لم يسبقنا إليها أحد من العالمين.. فنحن مثلا لدينا:
= الاكتتابلوجيا : وتعني بيع ثلث أسهم شركتك الخاسرة على المواطنين ثم تصريف ماتبقى بعشرة أضعاف قيمة الاكتتاب الأصلي حتى تتخلص من الشركة تماما!
= والبطالوجيا : التي تتعلق بحالة يأس اقتصادي تصيب شابا في مقتبل العمر يتم تقاذفه بين كافة الوزارات والشركات ... حتى يقذف نفسه تحت شاحنة تريح منه المجتمع!
= أما السينملوجيا: فمحاولة فهم شعب يشاهد عشرات القنوات المشفرة في الغرف المغلقة ثم يتحدث عن خطورة أفلام مراقبة تعرض في صالات مفتوحة!!
= أما الهذرلوجيا: فإسهال لغوي كان يمارسه كُتاب الصحف إلى وقت قريب قبل أن ينافسهم مفتون وأنصاف مشايخ يملأون الفضائيات.. ويستلمون بالدولار!
= أما الشرعنلوجيا: فإضفاء صبغة شرعية على معاملات بنكية تتجاوز فائدتها كافة النسب الربوية التي حرّمها الله على عباده!
= أما الواسطلوجيا: فعلم ذو وجهين كونه يعمل لصالحك أحيانا في حال كنت تعرف واسطة تدوس على اللوائح والأنظمة وتدوسك أنت في أحيان أخرى... رغم تقيدك بذات اللوائح والأنظمة!!
= أما الاختلاطلوجيا : فهي فرضية حدوث لقاء غير شرعي بين رجل وامرأة لا يعرفان مصلحتهما وفشل الأهل في تربيتهما.. وبالتالي يحتاجان لوصاية من يسيء الظن بالجميع!!
= أما الدراساتلوجيا : فهي فن تصبير المواطنين وإقناعهم بأن تخلف بنيتنا التحتية مصدره (دراسات جادة) تستغرق مابين أربعة إلى خمسة عقود فقط!!
= أما الازدواجلوجيا : فعلمٌ عريق يحاول تفسير مهارة العيش بين متناقضين اجتماعيين.. الأول المحافظة والتزمت في الظاهر، والثاني الانطلاق والتحرر في الباطن!
= أما الزواجلوجيا: فعلمٌ يبحث في إيجاد صيغ شرعية للمغامرات الرجالية تحت مسميات انسانية لطيفة/ كزواج المسيار وزواج المسفار وزواج النية وزواج التوكيل وزواج المبتعثين...!!
= أما الكرسيلوجيا: فابتكار عربي يعني عدم تنازل المسؤول العربي عن "الكرسي" إلا في حالة وفاته أو توريثه لابنه البكر!
= أما الباطنلوجيا: فعلمُ تسريب المشاريع بالباطن على شركات هندية وصينية تنفذ 90% من العمل ب10% من الميزانية !
= أما التطرفلوجيا: فحالة تتبنى أقصى حدود التشدد والتزمت، وتستقطع من آراء الفقهاء وقصص التراث ما يقنع صاحبها بأنه صاحب رسالة مقدسة!
= أما العلمانلوجيا: فتهمة مطاطة لا يُعرف معناها بالضبط ولكنها على أي حال تهمة جاهزة يُقذف بها كل من يعارض التطرفلوجيا!
= أما المرألوجيا: ففوبيا رجالية تفترض بأن المرأة قابلة للفساد والانحراف بمجرد غياب ولي الأمر أو منحها شيئا من الحرية وفرص العمل!
= أما الخلعلوجيا : فإحدى نتائج المرألوجيا حيث مماطلة الزوجة المظلومة إلى أن يرميها زوجها بعد سن الستين أو تدفع هي ثمن خلعها بعد درزينة أطفال!!
= وأخيرا أيها السادة هناك مصطلح صعب النطق يدعى (سدالذرائعلوجيا) الذي يهتم بإغلاق كافة أبواب التيسير وضم حتى المباح والمسكوت عنه تحت مظلة سوء الظن واحتمال الانحراف!
... وفي الحقيقة يمكنني أن أكتب عدة مقالات بهذا الشأن، لولا خوفي عليكم من الإصابة ب(
منقول
السبت، 23 أبريل 2011
الأحد، 17 أبريل 2011
Article: مقالي محجوب في السعودية! #Saudi
مقالي محجوب في السعودية!
بلقيس الملحم
في المدرسة علمونا بأن الذي لا يصلي جماعة في المسجد فهو: منافق! أبي كان واحدا منهم. وبأن شارب الدُّخان: فاسق! أخي محمد كان واحدا منهم. وبأن المسبل لثوبه: اقتطع لنفسه قطعة من نار! أخي طارق واحدا منهم. وبأن وجه أمي الجميل: فتنة! لكن لا أحد يشبه أمي. وبأن أختي مريم التي تطرب لعبدالحليم: مصبوب النار المذاب في أذنها لا محالة! لقد فاتني أن أقول لهم بأنها أيضا تحبه. فهل ستحشر معه؟ أظنهم سيحكمون بذلك. وبأن جامعتي المختلطة وكرا للدعارة! رغم أنها علمتني أشرف مهنة وهي الطب! وبأني أنا، الساكتة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: شريكة في الإثم والعقاب! وبأن صديقتي سلوى التي دعتني لحفلة عيد ميلادها: صديقة سوء! وبأن خادمة منزلنا المسيحية: نجسة! وزميلتي الشيعية: أكثر خُبثا من اليهود! وبأن خالي المثقف: علماني! وعمي المتابع بشغف للأفلام المصرية: ديُّوث!
لكني اكتشفت بأن أبي أطيب مخلوق في العالم. كان يقبلني كل ليلة قبل أن أنام. ويترك لي مبلغا من المال كلما سافر من أجل عمله. أخي محمد وطارق كانا أيضا أكبر مما تصورته عنهما. محمد يرأس جمعية خيرية في إحدى جامعات أستراليا. وطارق يعمل متطوعا في مركز أيتام المدينة كمدرب للكراتيه. أما أختي مريم فقد تفرغت لتربية أختي التي تصغرني بأربع سنوات بعد وفاة أمي وحرمت نفسها من الزواج من أجلنا. أمي؟ يكفي أنها تلتحف التراب وأبي راضٍ عنها! جامعتي المختلطة؟ كونت لي أسرة سعيدة بزواجي من رئيس قسم الجراحة. ومن خلالها ربيت أطفاله الثلاثة بعد فقد والدتهم. أما كيف أقضي وقت فراغي؟ فكانت صديقتي سلوى هي المنفذ الوحيد لي. لقد تعلمنا سويا كيف نغزل الكنزات الصوفية. وندهن العلب الفارغة لبيعها في مزاد لصالح الأسر المحتاجة. أختي مريم أيضا كانت تدير هذا البزار السنوي. ماذا عن خادمتنا؟ أنا لا أتذكر منها سوى دموعها الرقراقة. يومها أنقذتنا من حادث حريق كان سيلتهمني وأخوتي بعد أن أصيبت هي ببعض الحروق! زميلتي الشيعية؟ هي من أسعفتني أثناء رحلة لحديقة الحيوانات. يومها سقطت في بركة قذرة للبط. فلحقت بي وكُسرت ذراعها في الوحل من أجلي. أما خالي عدنان. فقد أعتاد أن يقيم سنويا في القاهرة حفل عشاء خيري لصالح الأيتام. كان عازفا حاذقا للعود. وكان الناس يخرجون من حفلته خاشعين! عمي؟ هو من بنى مسجدا وسماه باسم جدتي الكسيحة.
وأنا؟ لا أزال أسأل: لماذا يعلمونا أن نَّكره الآخرين؟ الشمس والظلام. كلاهما لايحتاجان إلى دليل قطعي على ثبوتهما!
* شاعرة وكاتبة من السعودية
Article: إدارة شركة ارامكو كلمة حق لكم #Saudi #Aramco
إدارة شركة ارامكو كلمة حق لكم
إن ما سأتناول الحديث عنه في هذه العجاله ونحن دائما في عجالة من أمرنا ولم نصبر يوما ولم نتعلم يوما إلا أننا نكون على عجالة من أمرنا دائما و أبدا.
موضوعي هو موضوع مئات الشباب الذين هم من أبناء هذا الوطن المعطاء والذين هم على قدر المسؤليه الملقاة على سواعدهم لكنهم فئة خاصه من شباب هذا الوطن يحلمون لهم آمال وطموحات لا ذنب لهم سوى أنهم يعملون على بند الأجور ولم يرسموا بعملهم وهم كل سنه في حيرة من أمرهم هل ستنهى عقودهم من الطرف المشغل لهم أو أنهم بجرة قلم من مكان العمل لا تجدد لهم عقودهم نعم ويصبحون في بطاله دائمه لكنهم الآن في بطاله مقنعة. قد يكون البعض فهم قصدي والبعض الآخر لم يفهم ما أرمي له لكني كما قلت سابقا إنني في عجالة من أمري كما هو حال البعض من أبناء وطني الغالي .
الإيضاح : من أشرت لهم بكلامي هذا هم الشباب الذين يعملون في مشاريع شركة ارامكو السعودية ومدفوعون لها عن طريق المقاولين الذين يوفرون الموظفين فقط لكي ينجزوا مهام شركة أرامكو من مهندسين وفنيين وإداريين وغيرهم والمعروفه عقودهم بنظام .. ((SMP SUBLAMENTL MAN POWER
سأشرح ببساطه طبيعة هذه العقود و امثل عليها بمثال حتى تكون الصوره جلية تماما دعونا نتحدث عن أن شركة أرامكو لديها مشروع نفطي وتحتاج لعدد من الموظفين لكي يقدموا لها خدمات لإنجاز العمل ولا تريد إدارة الشركه أن توظفهم مباشرة حتى لا تلتزم معهم بما تلتزم به مع موظفيها الرسميين من بدلات وقروض أو منح البيوت والكثير من الميزات التي تعطيها لموظفيها فتقوم إدارة الشركه بالتعاقد مع شركات توفير العماله مثل ( مؤسسة الحقيط / الشركه العربية لثروة العلوم / جاتكو/ القحطاني هاكا / آي تي إم )
وغيرهم من الشركات الأخرى فتقوم هذه الشركات بتوفير متطلبات شركة أرامكو من موظفين كلا حسب مؤهلاته المطلوبه لشغل الوظيفه في شركة ارمكو وهذه الطريقه من التوظيف تسمى بعقود من الباطن قد يقول لي قائل كيف؟؟ أقول و أنا أحد الموظفين على هذا النظام من التعاقد هو أنني أعمل داخل مرافق أرامكو وتصدر لي بطاقه من شركة ارامكو و أقوم بمهام موظفي شركة ارامكو الرسميين إلا في بعض الأمور وطوال أيام عملي الإسبوعيه أعمل في مرافق ارامكو ولا أعلم عن شركتي الأم والتي تعاقدت معها الا أن راتبي يحول من ارامكو لديهم ويجدد عقد عملي السنوي لديهم و إصدار بطاقة أرامكو التي تخولني بدخول مرافقها من شركتي الأم يعني تقريبا لا ازور شركتي الأم لا أنا ولا غيري من الموظفين الذين يعملون على هذا العقود الباطنية الا عدة زيارات تعد على أصابع اليد الواحده في السنه.
طبعا نحن وعندما أقول نحن أعني أنا وزملائي الذين يعملون على هذه العقود الباطنية وبين قوسين ( بند الأجور ) عدة أمور نتأزم منها
1- عدم إحساسنا بالأمان الوظيفي مما يجعلنا مهددين بعدم تجديد عقودنا كل سنة ينتهي فيها عقد كل متعاقد منا ( الإستغناء عن خدماتنا ) بعدة أمور منها مثلا إنتهى المشروع ولم نجد لك قسم أو مشروع يرغب بخدماتك.
2- فقداننا لكثير من الحقوق و الميزات التي يتمتع بها موظفي الشركه الأساسيين ( الإجازات و أيام العطل الرسميه الميزات الصحيه والسكنية والمادية وغيرها من الأمور الأخرى )
3- نواجه بعض الأحيان معامله جافه وغير عادله.
4- نرى أن بعض إخوتنا العرب خصوصا المجنسين بجنسيات غربية وغيرهم من الأجانب يرسمون بالشركه ونحن كمواطنين لا ينظر إلينا وكأننا على الهامش في وطننا.
والحديث عن شركة ارامكو ذو شجون ويطول بنا المقام في الحديث ونحن نعلم ان علينا واجبات لكن لنا حقوق ومن هنا إني أتحدث بإسمي و بلسان الكثير من إخواني الذين يعانون نفس الألم ونرسل هذه الرساله إلى كل من يهمه الأمر في إدارة شركة ارامكو ونطالبهم بإن ينظروا لنا على أساس وطني وينهو معاناتنا ويرسموننا كموظفين ثابتين لنا نفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات لديها بما أننا إكتسبنا الخبره والمهاره وتعلمنا أنظمة الشركه وقوانينها وهذا الأمر لصالح الشركة اولا و آخرا وصالح أبناء هذا الوطن من جميع النواحي سأوجزها على النحو التالي :
1- توفير مبالغ ماليه على الشركه (ارامكو) من ناحية أنها لن تظطر لدفع عمولات للمقاول بغض النظر عن رواتبنا.
2- إعطاء أبناء الوطن الفرصه لرد الجميل الى وطنهم والمشاركه ببناء مستقبل الوطن بسواعد أبنائه.
3- إن الإحساس بالأمن الوظيفي للموظف يحفز لمزيد من العطاء الإيجابي له كما العكس منها إن عدم إحساس الموظف بأمنه الوظيفي سيؤثر على أدائه ولن يقوم به بالوجه المطلوب وقد لا يقوم بواجباتة.
4- الإستفادة من خبرات أصحاب الكفاءات المميزة التي يزخر بها كثير من الشباب العامل في هذا القطاع المهمش.
ملاحظه :
بعض الوظائف شاغره حيث أن بعض زملائنا يعملون بنظام العقود لإكثر من عشر سنوات لم لم يرسموا ومن هو المسؤل يا ترى؟
نتمنى أن تحل مشكلتنا ونرسم أسوة ببعض القطاعات الحكوميه لإن أيضا شركة ارامكو هي شركه حكومية مئه بالمائه.
السبت، 16 أبريل 2011
جون فرانسوا بروفيسور في جامعة جورج تاون و النظام البحريني #Bahrain
الجمعة، 15 أبريل 2011
الخميس، 14 أبريل 2011
الأربعاء، 13 أبريل 2011
الخميس، 7 أبريل 2011
Poem: لنزار قباني كلما فكرت #Saudi #Libya #Yemen #Bahrain
كلما فكرت أن أعتزل السُلطة..
ينهاني ضميري.................
من ترى يحكم بعدي هؤلاء الطيبين؟
من سيشفي بعدي الأعرج..
والأبرص.....
والأعمى......
ومن يحيي عظام الميتين؟
من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
من ترى يرسل للناس المطر؟
من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
ويموتوا كالبقر؟......................
كلما فكرت أن أتركهم.....
فاضت دموعي كغمــــامة...
وتوكلت على الله..
وقررت أن أركب الشعب....
من الآن الى يوم القيامة....
الأربعاء، 6 أبريل 2011
الثلاثاء، 5 أبريل 2011
الأحد، 3 أبريل 2011
Article: حديث في الدين والسياسة #Saudi
http://rasid114.homeip.net/artc.php?id=43726
حديث في الدين والسياسة
ثمة تساؤلات تُطرح عن طبيعة العلاقة بين الدين والسياسة، هل هي علاقة تعاون ومحبة أم أنها علاقة تنازع وخصام؟ وهل من الممكن أن تكون العلاقة بين الدين والسياسة تسير في اتجاه واحد دون أي تقاطع بينهما؟ بمعنى هل من الممكن إتحاد الدين والسياسة وتحقيق مصالحهما دون الإضرار بأحدهما؟! وهل نجحت التجارب السابقة التي حاولت إقحام الدين في السياسة أو إقحام السياسة في الدين أم أنها لم تنجح؟!!
هذه الأسئلة وغيرها تراود أذهاننا ونحن نفكر في موضوع كهذا، وهي أسئلة تحتاج إلى إجابات شافية لعلها توصلنا لحل الإشكالات العالقة في هذا الموضوع الشائك، ولكننا نرى تبايناً شاسعاً في وجهات النظر التي حاولت أن تفسر العلاقة المفترضة بين الدين والسياسة، فبين من يرى بأن الدين - الدين الإسلامي - دين ودولة، ولابد له من التدخل في النواحي السياسية، وبين من يرى عكس ذلك وهو بضرورة فصل الدين عن الدولة، لأن الإسلام دين لا دولة على حد تعبيرهم، وبالطبع بأن لكل طرف مرتكزاته التي تؤيد وجهة نظره التي يستند إليها.
تاريخ العلاقة بين الدين والسياسية:
لو رجعنا للتاريخ ودققنا النظر في صفحاته لوجدنا بأن العلاقة بين الدين والسياسة كثيراً ما تكون علاقة غريبة، فهي ما بين الصداقة والعداوة، وهذا الأمر ليس مقتصراً على ما مضى؛ بل إننا نشهد ذلك أيضاً في هذه الأيام، «كيف؟» فهناك من الحاكمين من حاول عقد مصالحة بينه وبين الدين من خلال الإتحاد مع بعض رجال الدين بهدف توظيف الدين لخدمة الأغراض السياسية، حيث يتعاون مع جال دين يجيدون هذا الفن، فن تبرير أعمال الحاكمين وشرعنة تصرفاتهم.
في مقابل هؤلاء، هناك من حاول توظيف الدين ومبادئه لشرعنة الخروج على الحاكمين والانتفاضة عليهم، وذلك لتحشيد الجماهير للثورة باسم الدين ضد هذا الحاكم أو ذاك، وفي هذه الحالة يكون رجال الدين ضد الحاكمين على عكس الحالة الأولى، ولكنهم أيضاً قد يخلطون بين الدين والسياسة، فقد يكون خروجهم لغرض سياسي وليس ديني.
وهنا نقع في إشكالية كبيرة عن دور الدين - الواقعي - فأنا لا أشك بأنه يوجد في كلا الطرفين من هو صادق النية، مثل ما هنالك من هو مشكوك في نيته ونزاهته، ولكن هذا الأمر لا يكفي، فصدق النية لا يكفي لإثبات صحة التصرفات، كما أن النية الحقيقة لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، ونحن نريد معياراً صحيحاً نستطيع أن نعتمد عليه لقياس صحة الأعمال، لا أن نكتفي بالاتكال على النية فقط، لأن صدق النية يدعيه الكل «النزيه وغير النزيه».
إذاً من الممكن توظيف الدين للخروج على الحاكمين، كما يمكن توظيف الدين لخدمة الحاكمين، وفي الجانبين نجد اصطفاف بعض رجال الدين، مما يجعلنا في حيرة من أمرنا، هل الدين الصحيح هو الدين الأول «مع الحاكمين» أم الدين الثاني «ضد الحاكمين»؟ وكيف يمكننا الخروج من هذه الإشكالية؟! هل الحل يا ترى هو في فصل الدين عن الدولة وذلك حتى لا يستغل الدين سياسياً أم أن الحل يكون في أمر آخر؟
إشكالية العلاقة بين الدين والدولة:
إن الإشكالية التي تواجهنا ونحن نبحث في موضوع العلاقة بين الدين والسياسة، هي إشكالية النظرة التي ينظر بها كل منهما للأمور والأحداث، فالدين ينظر ويركز على مسألة الحق والباطل، أما السياسة فتركيزها عن المصلحة والمنفعة، وهنا يأتي هذا السؤال: هل من الممكن أن يتحد ويتصالح الحق «الدين» مع المصلحة «السياسة» أم لا؟!
من الناحية النظرية البحتة قد لا تواجهنا أية مشكلة، فبالإمكان الإجابة بنعم وبكل ثقة، فنحن نصور ونتظاهر بتصرفاتنا وأقوالنا بأننا نستطيع أن نعقد مصالحة بين المصلحة والحق، ولكن هل هذا يكون دائماً؟! فصحيح أن الدين يشجعنا على الحصول على النافع والمصالح شريطة أن تكون بطريق مشروع «بالحق»، بيد أننا في الناحية العملية قد نجد المصالحة بينهما أمراً معقداً للغاية، فكثيراً ما يتصارع الحق مع المصلحة ونكون مخيرين: إما الحق وإما المصلحة، وهنا يكون الاختيار في غاية الصعوبة، وكثيراً ما تقدم المصلحة على الحق، وإن كان الإدعاء بأنهما متفقان.
بالإضافة إلى هذه الإشكالية، تواجهنا إشكالية أخرى في قضية الدين والسياسة، ففي حين يركز الدين على الواجبات والتكاليف «واجبات الإنسان تجاه خالقه، تجاه نفسه، تجاه الآخرين،...»، نجد السياسة تركز على الحقوق، ففي حين يركز الإنسان المتدين على ما هي واجباته؟ نجد الإنسان السياسي يركز على ما هي حقوقه؟
ومن المعروف بأنه عادةً من يركز على واجباته ينسى حقوقه ويخسرها أو يخسر جزءاً منها، لأنه ليس كل الناس تفكر بهذه الطريقة «بواجباتهم تجاه الآخرين»، كما أن من يركز على حقوقه فقط عادةً لا يؤدي واجباته أيضاً، لأنه ليس كل الناس تستطيع أن تأخذ حقوقها من الآخرين لنضمن بأن الكل قد أخذ حقوقه.
الإنسان بين الحق والمصلحة والواجبات والحقوق:
إن الإنسان بوجه عام - إلا ما رحم ربي - يحب مصلحته ويسعى لها، وإن كانت معارضة للحق، ويريد حقوقه ويحرص عليها لأنها من صالحه أيضاً وإن كان لا يعطى الناس حقوقهم، ولهذا هو وفي أحيان ليست بالقليلة ينسى أو يتناسى واجباته وإن كانت من الحق، لأنه يعتقد بأنها ليست من مصلحته، فالأصل إذن هو حرصه على مصلحة سواءً وافقت الحق أم لا.
وقد يظن البعض أن الإنسان يريد الحق ويوظف قواه العقلية في هذا السبيل، غير أنه وبالتجربة نجد أن الإنسان كثيراً ما يوظف عقله للحصول على مصلحته الشخصية وليس للوصول إلى الحقيقة، وفي ذلك نجد عالم الإجتماع العراقي الدكتور علي الوردي يصف العقل البشري بقوله: «إن العقل كما قال وليم جيمس خلقه الله في الإنسان لكي يساعده على تنازع البقاء، كمثل ما خلق الناب في الأسد والخرطوم في الفيل والسم في الأفعى، وقد أخطأ الفلاسفة القدامى في رأيهم بأن وظيفة العقل هي للبحث عن الحقيقة المطلقة أو التمييز بين الحق والباطل. إن الذي يريد أن يعامل الناس في ضوء هذا الرأي القديم لا بد أن يكون مصيره الفشل في الحياة»[1] .
هذا إذا كان الإنسان يدرك الحق ويعرفه، فما بالك لو كان لا يدرك الحقيقة ولا يعرفها، فهناك الكثير من العوائق التي تعيق العقل البشري عن الوصول للحقيقة وإن كان ينشدها، إذ يقول الدكتور الوردي: «إن العقل البشري بوجه عام لا يستطيع أن ينظر في الأمور نظرة حيادية مطلقة، لأن هناك عوامل لا شعورية عديدة تؤثر في تفكيره من حيث لا يدري، كالمعتقدات التي نشأ عليها والعاطفة والمصلحة والأنوية وحدود المعرفة والتجارب المنسية والعقد النفسية وغيرها. فالإنسان حين يفكر يتصور أنه حر طليق في تفكيره لأنه لا يعرف العوامل اللاشعورية المؤثرة في عقله. فنحن حين نتهم المخالف لنا بالتعصب أو العناد أو الجهل لا ندري أنه هو نفسه يتهمنا بمثل ما اتهمناه به. وهذا هو ما أشار إليه القرآن الكريم إذ قال: ﴿ كل حزب بما لديهم فرحون ﴾»[2] .
ومجمل ما قاله الدكتور الوردي في ما نقلناه تؤيده الآية القرآنية القائلة: ﴿ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴾[3] فأكثر الناس يفضلون مصالحهم وأهواءهم ورغباتهم على الحق وإن كانوا يدعون غير ذلك. «لماذا» لأن الحق كما وصفه أمير المؤمنين بقوله: «إنما الحق مريء وإن الباطل خفيف وبيء».
ومن هنا نفهم كلمة أمير المؤمنين عندما قال للناس: «أردتكم لديني واردتموني لدنياكم»، فهو أرادهم للحق وهم أرادوه لمصالحهم، وشتان ما بين الأمرين.
دور الدين هل هو التذكير والموعظة أم السيطرة والحكم؟
هناك آيات قرآنية تخاطب الرسول الأكرم ، وتبين بأنه ليس له أن يتحكم ويجبر الناس، لأن واجبه هو البلاغ والتبيين فقط وليس السيطرة والحكم بالإجبار، منها قوله تعالى مخاطباً نبيه
: ﴿ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ﴾[4] ، وقوله تعالى: ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ﴾[5] ، وقوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ﴾[6] ، وقوله تعالى ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ﴾[7] .
فالإنسان مخير في حياته وغير مجبر على الاختيار، ولا يصح إجباره أصلاً، ﴿ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ﴾[8] ، ولكن هذا لا يعني عدم النصح والإرشاد والتذكير، فلعل هذا التذكير ينفع، وإنه بالتأكيد لن ينفع الجميع، ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾[9] . فإذا كان الأمر كذلك للرسول الأكرم، فمن باب أولى أن يكون هذا الدور هو المطلوب من الإنسان الرسالي، فهل يعني هذا بأن على الإنسان الرسالي عدم التعرض للحكم لأن الحكم يتنافى مع التخيير ويدخل من ضمن نطاق الإجبار؟!
لعله لهذه الحجة يحرص الكثير من المتدينين والكثير من دعاة فصل الدين عن الدولة على عدم دخول الدين في السياسة، ولكن هناك جماعة أخرى تقول بأن الرسول كان حاكماً وهو رسول، فكيف نجمع بين حياته كرسول وكحاكم والآيات القرآنية التي استعرضناها؟ أليس الرسول قد استخدم القوة في حكمه؟! فكيف نفهم حكم الرسول
على ضوء هذه الآيات المباركة؟!
واقع عملي: هل الحركات الإسلامية دينية أم سياسية؟!
لا شك بأن الرسول الأكرم قد دخل في الشؤون السياسية، بل لقد أصبح رمزاً سياسياً بحكمه للمدينة المنورة بالإضافة لكونه رمزاً دينياً، ولكن نجاح هذه التجربة - أي دخول الدين في السياسة - مع الرسول صلى لله عليه وآله لا نضمن نجاحها ونزاهتها مع غير المعصوم، فالرسول مهما تصرف في السياسة فإننا على يقين بأن تصرفه من وحي السماء لأنه معصوم، أما غير المعصوم فمهما علت منزلته فإننا لا نستطيع أن نطمئن لتصرفاته ولحكمه لعدم عصمته. وهذه إشكالية نقع فيها فحتى لو كان الرسول دخل فعلياً في السياسة فهناك فرق بينه وبين غيره، وإن كان هذا الغير مخلص النية وعالم وملتزم دينياً.
وهنا نأتي ونلقي نظرة على الحركات الإسلامية التي دخلت في السياسة هل نجحت أم لا؟ ولا أقصد بالنجاح هنا النجاح السياسي وإنما أقصد بالنجاح هنا النجاح في الإدارة السياسية والإلتزام الديني معاً؟ وبعبارة أخرى نقول: هل نجحت الحركات الإسلامية التي دخلت في السياسة أن تلتزم بالدين الإسلامي التزاماً كلياً «بالحق» أم أنها انحرفت مسيرتها واختلطت بالسياسة «المصلحة» وغلبتها على الدين ولو بشيء بسيط؟! هل تم بدخول هذه الحركات في الدين "تديين السياسة" أو "تسييس الدين"؟!
لعل الغالب على هذه الحركات أنها قامت بتسييس الدين وفق مصالحها بدلاً من جعل السياسة متدينة، فالكثير من هذه الحركات تحولت إلى حركات سياسية بحته ولم يبقى لها من الدين إلا المظاهر فقط «طريقة اللباس والألفاظ المستخدمة»، فأخذ بعضهم مثلاً يدخل في الإنتخابات مستغلاً اسم الدين ومستفيداً من المراكز الدينية للترويج لنشاطه السياسي، وخلط بذلك الدين في السياسة و«الحق بالمصلحة». فما الحل إذن؟ هل الحل هو التخلي عن السياسة وفصل الدين عنها، والتمثل بكلام الشيخ محمد عبده: «إن السياسة ما دخلت في شيء إلا وأفسدته» أو أن نستعيذ منها كما استعاذ ونقول: «أعوذ بالله من السياسة، ومن لفظ السياسة، ومن معنى السياسة، ومن كل حرف يلفظ من كلمة السياسة، ومن كل خيال ببالي من السياسة، ومن كل أرض تذكر فيها السياسة، ومن كل شخص يتكلم أو يتعلم أو يجن أو يعقل في السياسة، ومن ساس ويسوس وسائس ومسوس» أم الحل في ماذا؟!
رؤيتي للعلاقة المفترضة بين الدين والدولة:
في المجتمعات الإسلامية التي تحترم الدين لا يمكن أن يُفصل الدين عن الدولة، وإن ادعى ذلك مدعي، ولكن هذا لا يأتي من فرض الدين وآراء رجال الدين السياسية على الناس بالقوة والإجبار بحجة أن الدين شامل لكل نواحي الحياة أو أن الإسلام دين ودولة. لا، يأتي دور الدين في الدولة من ناحية الناس، فهم الذين يحكمون الدين في حياتهم إذا كانوا ملتزمون دينياً «ينبع الدين منهم لا يفرض عليها».
ولهذا نقول بأننا مع تدخل الدين في السياسة، ولكن لا نؤيد أن يفرض فرضاً على الناس، فالأصل كما أعتقد هو أن ننشأ مجتمع ديني إسلامي يريد الدين، وبعدها سيختار الناس الدين برغبتهم، وبالتالي سيكون الدين هو الحاكم في المجتمع والدولة برغبة من الناس، أي أن تكون إرادة الأمة هي من تحكم الدين، كما حصل مع النبي والأنصار، أما أن نحاول فرض هيمنة الدين «دين بعض رجال الدين» بالقوة والإجبار بحجة تحكيم أمر الله والانصياع لأوامره فهذا مرفوض، لأنه كثيراً ما أستخدم أصحاب الحكم دين كهذا لتطويع الناس وفق مشيئتهم وأهواءهم.
Article: Syrian Revolution News Round-up ملخص أحداث جمعة الشهداء #Syria #Saudi
|
|