الأربعاء، 23 مارس 2011

Article: منّ وراء مجازر البحرين؟ #Bahrain

منّ وراء مجازر البحرين؟

16/03/2011

منَّ وراء مجازر البحرين؟!

حينما تتعطل لغة الحوار ويُلغى منطق العقل، فإن الحياة تتحول إلى غابة تفترس فيها الوحوش الضارية المستضعفين من الناس.

وما يحدث في البحرين ذلك البلد الطيب مجازر دموية يندى لها جبين الإنسانية، فقد خرج شعبه المسالم في تظاهرة سلميّة مطالباً بحقوقه المشروعة وهو يحمل ورد المحبة والسلام، منضوياً تحت مظلة الوحدة الوطنية، منساقاً بنوايا طيبة وآمال عريضة في أن يتنعّم بخيرات بلده وحقوقه الإنسانية وفقاً لمعايير العدالة والحرية والمساواة.

وحينما أصرّ هذا الشعب المظلوم على موقفه النضالي أمام تعنّت الحكومة وقدّم الشهداء وأراق الدماء الطاهرة ثمناً لحياة حرّة كريمة اتخذت السلطة الحاكمة سياسة الاستبداد والظلم لقمع التظاهرة وتوعدته بالتنكيل والمطاردة حتى تكتم صرخته الأبيّة، وقد بلغ القمع ذروته عندما زار وزير الدفاع الأمريكي مملكة البحرين ليحرّض الحكومة على إخماد هذه التظاهرة بالحديد والنار باعتبارها مصدر تهديد لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، والخوف من تصدير هذا الحراك الثوري إلى باقي دول الخليج، وهو يعتبر منعطف خطير في تاريخ الشعوب المخدرة بتطمينات أمريكية كاذبة، فكان التآمر والتخطيط المفضوح لإبادة هذا الشعب الأعزل بكامله واستئصال فكره التنويري عبر إرسال قوات درع الجزيرة الحامية لمصالح الغرب في المنطقة، فدخلت القوات السعودية أرض البحرين وارتكبت المجازر الوحشية وأثارت الرعب بين الناس ومارست كل صنوف الردع.

الهمجية التي يشمئز لها الإنسان السوي ويستنكرها الضمير الحيّ، فدخلوا القرى الآمنة وبتعاون مع البلطجية أو الجماعات المنظمة لهذا الغرض واقتحموا البيوت وهتكوا حرمة النساء وأرعبوا الأطفال وقطعوا كل الإمدادات الحيّة من ماء وكهرباء والعالم يقف مكتوف الأيدي، صامت، أخرس، قد انطلت عليه كذبة النظام الذي ادعى أنها حركة طائفية تثير الفتنة في المملكة، والأدهى والأمّر موقف أمريكا المجرمة وهي تتظاهر إعلامياً أنها مع حقوق الشعوب الثائرة وإلى جنب مطالبهم المشروعة، بينما تعمل في الخفاء على قمع كل حركات التحرير لأنها تتعارض مع مصالحها.

فالخليج منطقة غنيّة بالبترول ومرتع خصب لمصالحها الاقتصادية، ودم الإنسان المسلم يرخص أمام شبر من النفط الذي تستميت لتحتفظ به حتى لو اضطرت لاستخدام كل وسائل القمع والبطش ضاربة بعرض الحائط موازين العدالة وقوانين حقوق الإنسان، فهي المهيمنة على المنظمات الدولية والهيئات العالمية التي تكيل بمكيالين وتنافق في تصريحاتها المزدوجة إعلامياً لخدمتها وتبرير مواقفها الهمجية، فدخول القوات السعودية إلى البحرين إنما كان بأمر أمريكي مدبّر، والمخجل أن الجيش أقبل فرحاً يرفع إشارة النصر وكأنما جاء فاتحاً للقدس؟!

نعم، إنه نصر وانتصار للمصالح الأمريكية ليس إلا ولهذا سحق شعب مسلم أعزل تشفياً وحقداً إرضاءً لأسياده الأمريكان.

هذا هو منطق العالم الذي ينادي بحقوق الإنسان!!

هذا هو منطق أمريكا حامية الشعوب!

هذا هو منطق الأنظمة العميلة المتواطئة مع الصهيونية!

هذا هو منطق العقول المتعفنة بالطائفية البغيضة!

وحوش ضارية مدججة بالسلاح تبيد شعب كامل وتهتك نواميس البشر وقوانين السماء، إنها أبشع صور الظلم والتعسف سيوثقها التاريخ عاراً وفضيحة لهذه الأنظمة الظالمة التي ورثت حقد بني أميّة على آل الرسول (ص).

والسكوت الإعلامي العربي المطبق الذي عبّر عن عمالته وانحطاطه وابتذاله، فالفضائيات العربية تتجاهل عن عمد وقصد تغطية كارثة البحرين، بل تزيف الحقائق وتثير الأكاذيب ونسيت أن من كتم شهادة حق فهو شيطان أخرس قد تلطخت يده بالدم البريء.. إنها مسؤولية أمام الله سبحانه والضمير الإنساني وأمام محكمة العدل الإلهي ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فكلنا سيدفع الثمن وكلنا سندان في يوم ما، فالدم البريء حينما يُسفك ظلماً هو حُجة علينا نحاسب عليها في الدنيا قبل الآخرة طالما اتخذنا موقف الصمت والسلبية.

إن نداءات الاستغاثة تصلني بالمئات عبر الفيس بوك، والرعب الذي يعيشه الأطفال والنساء تجسّد في أبشع الصور، فقد هاجم الجيش المغولي، التتاري، المشفيات، الجرحى، سيارات الإسعاف، وطارد الأطباء، فأي حقد أسود يكنه هؤلاء الغزاة الذين خلت قلوبهم من الرحمة والشفقة فكانت كالحجارة بل وأقسى.

ومن هنا.. ومن هذا المنبر الذي يؤمه الآلاف من الزوّار أناشد الغيارى الأحرار في العالم:

أغيثوا شعب البحرين المظلوم، الشعب الذي يُباد تحت سمعكم وأبصاركم وأنتم غارقون في وحل الهيمنة الأمريكية الطاغية.

افضحوا السياسات الأمريكية الخبيثة في المنطقة، اشجبوا المجازر، طالبوا حكوماتكم بوقف هذه الانتهاكات، انزلوا إلى الشوارع واصرخوا في صوت واحد (الله أكبر فوق كيد الظالمين).

(الله أكبر يا طغـاة)

(الله أكبر يا جبابرة الأرض)

أيها المثقفون الشرفاء، أيها الكتّاب الأحرار، أيها الإعلاميون النجباء، انصروا الشعب البحريني المظلوم، مدوا له يد العون بالكلمة الحرّة، بالصوت النزيه والمؤازرة الصادقة، فقد كشفت أمريكا عن وجهها القبيح وبانت نواجذها الدموية واستعدت لنا بالحديد والنار، فلا تخدعنكم أكاذيبها ومزاعمها إنها ربيبة بلفور وصنيعة بني صهيون، وتذكروا أن يد الله فوق أيدي الظالمين وعقابه سبحانه قادم لا محالة، وغضب الطبيعة جبّار، وزلازل الله إنما هي خلاصة آثام وذنوب الظالمين الآثمين والساكتين على الظلم.

تذكروا في صلواتكم زخم الرصاص الحي وهو ينهش الأجساد البريئة والطائرات الجبارة تحلّق فوق القرى الآمنة، تذكروا الآلة الحربية والمدرعات كيف تدهس هذا الشعب الأعزل.

تذكروا صراخ النسوة واستغاثة الأطفال.

تذكروا الأجساد النازفة فوق الأتربة والطرقات.

إنها محرقة ستطال المنطقة إن لم نستأصل جذور هؤلاء الفراعنة الطغاة، وتذكروا أن دعاء المظلوم يخترق حُجب السماء ويهزّ عرش الرحمن.. فيلبي الله الدعاء ببطشٍ شديد.

اللهم أسألك أن تلطف بهذا الشعب المظلوم وتلطف بنا فإن المستقبل قاتم طالما يحكمنا قانون الغاب.

اللهم فك أسر هذا الشعب الأبي وفرّج كربه وارحم شهداءهم الأطهار وانصر فتيانهم الأحرار، وأنزل على ظالميهم صاعقة عاد وثمود.. آمين يا رب العالمين.

بسم الله الرحمن الرحيم

(إن تنصروا الله ينصركم ويثّبت أقدامكم) صدق الله العظيم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.

خولة القزويني

ليست هناك تعليقات: