الخميس، 17 مارس 2011

حقوق الموظفين، في مقالي: إلى معاليه، المنشور في جريدة البلاد

إلى معاليه


أ.د. محمود نديم نحاس

كل وزارة وإدارة وشركة عندها اليوم خطة استراتيجية تسعى لتحقيقها لتنافس أقرانها. هذه الخطط جاءت بعد عمل دؤوب وجهد مضنٍ، ومرت على مختلف المجالس لإقرارها واعتمادها. فهي عمل جماعي، الأخطاء فيه أقل بكثير من أخطاء العمل الفردي. ومادامت كذلك فعلى الجميع أن يسعوا إلى تحقيقها، سواء اتفقوا معها أو اختلفوا مع بعض بنودها.
إن النخبة في أي مؤسسة تكون مطلعة على الخطة وتعمل على تحقيقها، لكن هل يكفي النخبة؟ أم يجب أن يساهم الجميع لجعلها حقيقة واقعة؟
عندما فاجأ السوفيت العالمَ بإرسال رائد الفضاء الأول في دورة حول الأرض سنة 1961م، قال الرئيس الأمريكي جون كنيدي قولته المشهورة: أحلم بأن أضع إنساناً على القمر مع نهاية العقد. وبدأت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) في العمل الدؤوب لتنفيذ حلم الرئيس. ولقد قرأت أن رئيس ناسا تجول يوماً بين الموظفين ليرى استعدادهم لتحقيق حلم الرئيس، فوجدهم يعملون بروح الفريق لإتمام المهمة، وانتهى به المطاف ليرى عاملة نظافةٍ كانت تغني وهي تكنس الأرض جيئة وذهاباً. فسألها: ماذا تفعلين؟ فأجابت في حماسة: أساهم بوضع إنسان على القمر!
وهنا أود أن أسأل أصحاب المعالي: هل استطعتم أن تصلوا إلى هذه الحالة في مؤسساتكم؟ وهل كل العاملين لديكم يساهمون في تحقيق الخطة؟
إن الوصول إلى هذه الحالة ليس بالأمر الصعب إذا امتلك الموظفون الولاء للمكان الذي يعملون فيه. وطرق تعزيز الولاء تجاه المؤسسة كثيرة، منها تعزيز شعور المشاركة عند الموظفين ليكونوا أصحاب قضية. فإذا وصلنا بالموظف أن يقوم بعمله حباً فيه وتنفيذاً لما يؤمن به وليس خوفاً من العقاب فقد حققنا ما نصبو إليه.
إنه لابد من التثقيف المستمر بتوضيح الأهداف والخطط، ومتابعة التدريب الذي أصبح اليوم سمة العصر. فالتدريب يمنح الموظف الأمن الوظيفي، أي يوفر له المستقبل الآمن بما يمتلكه من مهارات، فيستطيع العمل في أقسام أخرى أو مؤسسات أخرى في حالة تركه وظيفته.
وينبغي تشجيع الموظفين على إبداء آرائهم بحرية والاستماع إليها، واتباع سياسة الإدارة على المكشوف، فتنتشر أخبار المؤسسة عبر القنوات الصحيحة كالصحيفة أو المجلة الخاصة بالمؤسسة، وكذلك موقع المؤسسة على الإنترنت. وكل هذه يجب أن يكون فيها ركن خاص للأخبار الاجتماعية الخاصة بالموظفين مهما صغرت مناصبهم.
ومن الأمور المهمة في توليد الولاء لمكان العمل الاهتمام بالأمور الشخصية للموظف مثل إقراضه مبلغاً للزواج أو السعي لمساعدته على امتلاك مسكنه، إضافة إلى الاهتمام بالأنشطة الرياضية والاجتماعية والصحية له ولأفراد أسرته.
هناك أمر بسيط، لكنه كبير المعنى، وهو تفعيل الرسائل الإلكترونية الآلية، رسائل الجوال أو البريد الإلكتروني، بحيث تصل إلى الموظف رسالة تهنئة بتوقيع المدير لكل مناسباته الخاصة، من زواج أو غيره. وهنا يجب أن تكون قاعدة معلومات الموظفين متكاملة تحوي كل المعلومات عنهم.

كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز
nahasm@yahoo.com

نشر بتاريخ 26-02-2011 في جريدة البلاد

http://www.albiladdaily.com/articles.php?action=show&id=9118

ليست هناك تعليقات: