الخميس، 31 مارس 2011

Article: لا تقسم على الدستور.. اقرأه #Kuwait #Saudi #Bahrain

لا تقسم على الدستور.. اقرأه

كتب عبداللطيف الدعيج :

 
 
 
 
في الخمسينات وإحنا صغار، اتذكر ايامها ان هناك بشرا يتمتعون بجهل فريد في الجغرافيا والتاريخ، الى جانب جحود ما له مثيل. كانوا يأتون الينا، يبلعون غدانا، وبعدها يلحسون ايدهم ويدعون «الله يعز بن سعود». الشيخ احمد الحمود ونواب ساحة التغيير لا يذكروني بهم وحسب، بل يدفعوني الى الاعتقاد انهم من بقاياهم.
لا اعتقد أن الشيخ أحمد الحمود كان موفقاً يوم امس في تصريحاته لجريدة «الحياة». فالشيخ أحمد اعتبر اصل اغلب الكويتيين من «السعودية» الدولة، والشيخ احمد اعطى صك براءة للمزدوج السعودي. اما الطامة الكبرى فكانت اعلان «السيطرة على الاعلام».
ليس كل الكويتيين من المملكة العربية السعودية، فالمملكة تم انشاؤها. خصوصا الدولة السعودية الاخيرة، بعد هجرة اغلب الكويتيين من شبه الجزيرة العربية. بل لعلم الشيخ احمد الحمود ـــ وهو بالتأكيد يعلم ـــ ولعلم ايضا نواب ساحة التغيير ان هذه الدولة تم انشاؤها بتمويل ودعم كويتي. لهذا فان اغلب الكويتيين هم من نجد وليس من المملكة العربية السعودية. حتى ذلك تشوبه بعض الدقة لان كويتيي اليوم منهم اغلبية كبيرة من شمال الجزيرة العربية وليس من جنوبها فقط كما يتوهم الشيخ الحمود. لكن كل هذا ليس مهما ولن يعنينا في شيء. فهنيئا للشيخ احمد بسعوديته او نجديته، فنحن سنبقى كويتيين اولا واخيرا وبس.. قلناها قبل ان يصرح الشيخ احمد ونعيد تكرارها اليوم وغدا. دستورنا يدين التبجح بالجنس او الاصل او اللغة او الدين. وهذا اصلا سبب تمسكنا بكويتنا.
القانون يدين مزدوج الجنسية، والشيخ احمد، بوصفه وزيرا للداخلية، كان من المفروض ان يدين الازدواج لا أن يبرره او يباركه بسبب اصله وفصله. فهذا بالاضافة الى انه تعارض والدستور وتحقير او تمييز لغير السعوديين او لغير النجديين، فان قانون الجنسية الذي جرم الازدواج، لم يعن بأصل المزدوج او تاريخه. وتاريخ الجزيرة العربية يشهد بانها «تلد ولا ترضع»، بمعنى ان اغلب سكانها منذ الازل ينتشرون في الارض بحثا عن الرزق، فهل سكان لبنان وسوريا سعوديون؟ بل هل بنو هلال في المغرب العربي سعوديون؟!
الشيخ احمد لم يكتف بهذا التخبط، فهو سار مع الموجة الجديدة التي تريد مصادرة كل حرية للرأي تتناول الوضع الخليجي بسوء. لست معنيا بما يجري في السعودية او اي مكان آخر. لكن عندما يفرض علي الاتحاد عنوة مع هذا الطرف او ذاك فإن من حقي ان اؤيد او ارفض. عندما يأتي متخلفو ساحة التغيير ويفرضون علي أن اكون خليجيا تابعا لاحدى الاسر الحاكمة فإن من حقي ان انتقد هذه التبعية. نحن نفهم ان يقال لنا لا تتدخلوا في شؤون الدول الاخرى، لكن لا نفهم ولن نقبل ان يقال لنا لا تتدخلوا في امور من سيقرر مستقبلا مصيركم وشؤونكم. ليس من حق الشيخ احمد وليس في مقدور حكومته او كل الاسر الحاكمة في خليجه ان تسيطر على الاعلام، فحرية هذا الاعلام مصونة ومحمية بفعل المادة 175 من الدستور، الذي اقسم عليه الشيخ احمد الحمود قبل اسابيع.

عبداللطيف الدعيج

0aa3b33e-6eee-47fe-97be-ec5426

ليست هناك تعليقات: