الاثنين، 7 مارس 2011

Article: الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب:جماعة الإخوان وأحداث البحرين

(للظالم من الرجال ثلاث علامات: يظلم من فوقه بالمعصية، ومن دونه بالغلبة، ويظاهر القوم الظلمة). علي بن أبي طالب ع.
فتشت عبر مواقع الإنترنت عن موقف لجماعة الإخوان من المجازر التي قامت بها الأسرة الخليفية المحتلة للبحرين أخيرا فلم أجد شيئا ولا حتى متابعة خبرية محايدة!!.
الأسباب وراء ذلك الإحجام الإخواني عن متابعة ما يجري في البحرين كثيرة ومتعددة ومن بينها الوهم الطائفي الذي ما زال يعشعش في وجدان (الجماعة الوحيدة التي والتي والتي..) ومن بينها أيضا وشائج المصالح المالية التي تربط (الجماعة الوحيدة) بالأسرة الخليفية المحتلة للبحرين.
فالإخوان المسلمون يرتبطون بالقاعدة المالية الخليفية في البحرين المحتل وهو ما كشفت عنه فضيحة بندر جيت حيث جاء في التقرير: أن (الزواج القائم بين الديوان الملكي والأقلية الإخوان المسلمين والوهابيين من أجل احتواء الغالبية المعارضة سياسيا تحت ذريعة مقاومة الشيعة والخطط الإيرانية. وهذا –لا شك- سيزعزع الشرق الأوسط برمته وربما أبعد من ذلك.
إن خطط “المنظمة السرية” تبدو بوضوح وكأنها كتلة سنية ضد أخرى شيعية ولا شك أن الخطة تتجاوز حدود البحرين بكثير.
البحرين هي عاصمة للصرافة الإسلامية. ومنها يتحكم الإخوان المسلمون والوهابيون بشبكة من 300 مؤسسة مالية إسلامية في 40 دولة. ومنذ 9/11 فإن هذه المصارف تنمو بنسبة 20% سنويا. اليوم يسيطرون على إجمالي موجودات تفوق 300 بليون دولارا.
70% من جميع الإيداعات في دول مجلس التعاون الخليجي الست هي الآن في أيدي هذه البنوك، وبحلول عام 2013 سيفوق المبلغ التريليون دولارا والهدف السياسي هو السيطرة الكاملة على إدارة هذه الموارد بمبدأ “الأسرع الأحسن”.
جدير بالذكر بأنه من الأسهل بكثير على الشيعي الانضمام إلى الحرس الملكي أو قوة دفاع البحرين وليس أحد هذه البنوك التي تدار حصريا وعبر شبكة مناصرة متصلة مباشرة من قبل إسلاميين سنة في هذه الدول.
عملية إعادة الهيكلة السياسية منذ عام 2001م وصلت نهايتها في ديسمبر 2006م. أي أن 5 سنوات من التوتر السياسي والنكسات تعمقت بدل أن تُحبط عبر انتخابات عام 2006م).
كما يورد التقرير المشار إليه (لقد انخفض الدعم الشعبي للنظام من أكثر من 98% في الاستفتاء الشعبي عام 2001م على ميثاق العمل الوطني إلى 37% وهي قاعدة الأقلية الإخوان المسلمين والجمعيات الوهابية بعد انتخابات عام 2006م).
الإخوان المسلمون إذا هم إحدى القوى الأساسية الداعمة للاحتلال الخليفي للبحرين المعادي للغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب على اختلاف مذاهبه ولذا لم نسمع لهم صوتا ولا ركزا من هذه الأحداث ولا إدانة واحدة لعمليات القتل الجماعي التي قام بها هذا النظام المستند إلى آلة قمع وحشي عمادها جيوش المرتزقة لا فارق بينهم وبين مرتزقة القذافي مجنون ليبيا.
الجماعة الوحيدة الطاهرة (التي والتي والتي) والتي يزعم قائدها ومرشدها في تأكيد على موقعيته السياسية الدينية الكونية: (نحن نطهر نجاسات السياسة بماء السماء، هكذا أمُرنا، نحن حملة الماء الطهور، أصحاب الأيادي المتوضئة، إن الذي يتحرك بدعوته بين الناس كمن يحمل النور للحيارى، كالماء الجاري، طاهر في نفسه مطهر لغيره) ترفض التعاطف مع المظلومين أولا لأسباب مذهبية طائفية وثانيا لأسباب مالية حتى لا تتوقف أنهار الدعم الخليجي النفطي من أموال المسلمين المنهوبة والتي أسهمت في استمرارها طافية على وجه البركة الآسنة لأمة أدمنت القمع كأداة وحيدة لفرض الرأي والتمييز الجاهلي بين البشر.
يا إخوة يا إخوان: إما أن تكونوا مع المظلومين مع العالم بأسره لا فارق بين سني وشيعي وإلا فسيجرفكم تيار التطهير الجارف الذي لن يبقي ولن يذر.
يقول تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) هود (113).
دكتور أحمد راسم النفيس

‏الجمعة‏، 22‏ ربيع الأول‏، 1432 ‏25‏/02‏/

ليست هناك تعليقات: