الأربعاء، 9 مارس 2011

سعوديون: إغلاق وسائل التعبير دفع الشباب نحو المواجهة

السعودية - احتجاجات

 

 انتقد مواطنون ومنتديات ومواقع الـ "فيسبوك" و"تويتر" السعودية اثر قرار الحكومة السبت منع التظاهر في المملكة لزعم "تعارضه مع الشريعة الإسلامية" والتهديد بتخويل قوى الأمن أخذ "كافة الإجراءات" لمنع "محاولات الإخلال بالنظام".

ونقلا عن صحيفة "القدس العربي" الاحد، تساءل مواطنون سعوديون في اتصال هاتفي مع يونايتد برس انترناشونال معهم من دبي عن سبب عدم تطبيق القرار على المسيرات الشعبية التي ينظمها السعوديون في مختلف أرجاء البلاد احتفالا بعودة الملك إلى البلاد أو شفاء ولي العهد أو المناسبات الوطنية مثل الاحتفال بالعيد الوطني الذي أفتى بحرمته عدد من كبار علماء الدين أو الاحتفال بالمناسبات الرياضية.

واعتبر المواطنون الذين طلبوا عدم الإشارة إلى أسمائهم "ان إغلاق وسائل التعبير السلمي هو ما دفع الشباب نحو المواجهة غير السلمية حيث تستعرض الدولة قدرتها على القتل والقمع" مؤكدين "أن الشباب سيقاومون بكل سلمية ولن ينساقوا خلف عقلية لا تواكب مطالبهم ولا تفهم ما يريدون".

وقال أحد المواطنين "إن المنطق المتزن لا يلوح في الأفق من جانب السلطة وهو ما يدعو للقلق وعدم توقع استمرار وتيرة الإصلاح إلا إذا تم رفع السقف للمطالبة بالتغيير".

وأضاف: إن "التظاهر لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ولكنه يتعارض مع مصلحة الأنظمة".

من ناحيته، اعتبر الداعية الإسلامي الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان، "أن المظاهرات السلمية التي لا تشهر سلاحا ولا تسفك دما ولا تتعدى على الأنفس والممتلكات المعصومة جائزة شرعا".

وقال في بيان أصدره: "إذا أصدر الحاكم تنظيما أو تعميما أو قانونا يمنع فيه عامة الشعب من شيء هو مباح بأصل الشرع فإن هذا تقييد لحرية التعبير".

وتابع: "المظاهرة السلمية يجب أن تنضبط بالضوابط الشرعية ومنها أن تكون المطالب مشروعة وعادلة فإن تضمنت مفسدة أو حراما فلا تجوز وألا تؤدي المظاهرة إلى منكر آخر يساوي أو يزيد عن المنكر الذي خرج المتظاهرون لتغييره وألا يصحب المظاهرة ترك واجب كصلاة الجمعة أو الجماعة أو تشتمل على اختلاط محرم بين الرجال والنساء وألا تتسبب بإلحاق ضرر في الأنفس والممتلكات".

وتظاهر مئات من السعوديين يوم الجمعة في المنطقة الشرقية من المملكة للمطالبة بالإفراج عن عالم دين معتقل، وذلك بعد يوم من اعتقال نحو عشرين ناشطا ، بحسب ما أفاد شهود عيان وناشطون.

وفي الرياض اعتقلت السلطات الأمنية 3 أشخاص بعدما رددوا شعارات مناوئة للملكية أمام أحد المساجد الكبرى شرقي العاصمة.

وذكر بيان لوزارة الداخلية أن منع التظاهر يأتي "لما يترتب عليه من إخلال بالنظام العام وإضرار بالمصالح العامة والخاصة والتعدي على حقوق الآخرين وما ينشأ عن ذلك من إشاعة الفوضى التي تؤدي إلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال والتعرض للممتلكات العامة والخاصة".

 

ووجه عضو في الشبكة الليبرالية السعودية الحرة، رمز لنفسه باسم سروي السروي انتقادا إلى بيان الداخلية السعودية بان" أبواب المسؤولين السعوديين مفتوحة للمواطنين"، موجها خطابه إلى وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز.

وقال "أبوابكم يا سمو الأمير مفتوحة ولكن دونها خرط القتاد وحق لي القول بأن هناك من يغلق تلك الأبواب في وجه المواطن بل ويجعله لا يفكر في العودة إليها مرة أخرى فالذي يستطيع مقابلة أحدكم إنما قد أتته هبة ومكرمة من السماء".

وتابع: أن مقابلة الملك عبد الله بن عبد العزيز "تستدعي من الشخص أن يسجل اسمه في قوائم الانتظار لكي يدركه الدور بعد ثمانية أو عشرة أشهر وقد تزيد عن السنة كما أن مقابلة أحد الأمراء مقابلة خاصة قد تمتد إلى عدة أشهر وفي كل الحالات لابد من ارتداء البشت (العباءة السعودية) لأنه الفيزا الأولى للدخول حتى وإن كان صاحبه لا يمتلك ربع قيمته لكي يشتري بها ما يقيم به أود زوجته وأطفاله".

واضاف: "إن أبوابكم مفتوحة لمعارف وأصدقاء من جعلتموهم ينسقون عمليات الدخول عليكم فهم أصحاب الأولوية وأصحاب الحق فقط وإنني يا صاحب السمو لا أقول ذلك رجماً بالغيب بل من واقع تجربة شخصية وكذلك من خلال ما أفادني به كثير من خلق الله الذين هم شعبكم".

واشار إلى انه لم يستطع الالتقاء مع مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف رغم محاولاته المتعددة وتجشمه عناء السفر إليه.

وتدعو صفحة على الـ "فيسبوك" تحمل اسم (ثورة حنين) إلى التظاهر في "كل أنحاء" السعودية في 11 آذار/مارس بينما تطالب صفحة تحمل عنوان "الثورة السعودية يوم 20 مارس" بالملكية الدستورية وبالحريات وبإجراء انتخابات تشريعية.

وعلى صعيد متصل، أدان (ائتلاف الشباب الأحرار) تصريحات الداعية الإسلامي سعد البريك في برنامج مباشر بث على قناة (المجد) التي عبر من خلالها عن تأييده ومباركته "لتهشيم كل جمجمة"حفاظاً على ما يسميه بالأمن، في إشارة إلى من دعا للتظاهر سلميا يوم الجمعة القادم.

وقال الائتلاف في بيان أصدره الأحد: "إن الدعوة إلى قتل المواطنين الأبرياء الذين يسلكون هذا السبيل هو فكر متخلف ينطلق من نزعة تكفيرية متشددة تبيح دماء المسلمين ، فضلا عن كون هذا التحريض على قتل المواطنين السعوديين جريمة من الجرائم ضد الإنسانية التي تستدعي المقاضاة والملاحقة القانونية محليا ودوليا".

واعتبر "ان مجرد عدم السماح للشباب بالتظاهر السلمي المدني هو بمثابة نكوص على هذه سياسة الإصلاح التي ادعى الملك أنه يريد أن ينتهجها ونذكر بأن الدولة موقعة على مواثيق وعهود دولية تعتبر التظاهرات والمسيرات وغيرها من وسائل التعبير حقوق مكفولة لكل مواطن".

واستشهد البيان بقول النبي محمد (صلى الله عليه وآله): "لأن تهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلم".

 

Snag-0005_0

ليست هناك تعليقات: